فصل: حدثني شيبان بن فروخ الأبلس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح البلدان **


 حدثني شيبان بن فروخ الأبلس

قال‏:‏ ثنا أبو هلال الراسي قال‏:‏ حدثنا يحيى بن أبي كثير أن كاتبًا لأبي موسى كنب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ من أبو موسى‏.‏

فكتب إليه عمر‏:‏ إذا أتاك كتابي هذا فاضرب كاتبك سوطًا واعزله عن عملك‏.‏

تمصير البصرة حدثني علي بن المغيرة الأثرم عن أبي عبيده قال‏:‏ لما نزل عتبة بن غزوان الخريبة كتب إلى عمر ابن الخطاب يعلمه نزوله إياها وأنه لا بد للمسلمين من منزلٍ يشتون به لإذا شتوا ويكنسون فيه إذا انصرفوا من غزوهم‏.‏

فكتب إليه أن اجمع أصحابك في موضع واحد‏.‏

وليكن قريبًا من الماء والمرعى‏.‏

واكتب إلى بصفته‏.‏

فكتب إليه‏:‏ إني وجدت أرضًا كثيرة القضبة في طرف البر إلى الريف ودونها مناقع ماءٍ فيها قصباء‏.‏

فلما قرأ الكتاب قال‏:‏ هذه أرض نضرة قريبة من المشارب والمراعي زالمحتطب‏.‏

وكتب إليه أن أنزلها الناس‏.‏

فأنزلهم إياها‏.‏

فبنوا مساكن بالقصب‏.‏

وبنى عتبة مسجدًا من قصب وذلك في سنة 14‏.‏

فيقال إنه تولى اختطاط المسجد بيده‏.‏

ويقال اختطه محجر بن الادرع البهزي من سليم‏.‏

ويقال اختطه نافع بن الحارث بن كلدة حين خط داره‏.‏

ويقال بل اختطه الأسود بن سريع التميمي وهو أول من قضى فيه‏.‏

فقال له مجاشع ومجالد ابنا مسعود‏:‏ رحمك الله‏!‏ شهرت نفسك‏.‏

فقال‏:‏ لا أعود‏.‏

وبنى عتبة دار الأمارة دون المسجد في الرحبة التي يقال لها اليوم رحبة بني هاشم‏.‏

وكانت تسمى الدهناء‏.‏

وفيها السجن والديوان‏.‏

فكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب وحزموه ووضعوه حتى يرجعوا من الغزو‏.‏

فإذا رجعوا أعادوا بناءه‏.‏

فلم تزل الحال كذلك‏.‏

ثم إن الناس اختطوا وبنوا المنازل‏.‏

وبنى أبو موسى الأشعري المسجد ودار الامارة بلبن وطين وسقفها بالعشب وزاد في المسجد‏.‏

وكان الإمام إذا جاء للصلاة تخطاهم إلى القبلة على حاجر‏.‏

فخرج عبد اله بن عامر ذات يوم من دار الإمارة يريد القبلة وعليه جبة خز دكناء‏.‏

فجعل الأعراب يقولون‏:‏ على الأمير جلد دب‏.‏

وحدثني أبو محمد الثوري عن الأصمعي قال‏:‏ لما نزل عتبة بن غزوان الخريبة ولد بها عبد الرحمن بن أبي بكرة‏.‏

وهو أول مولود بالبصرة‏.‏

فنخر أبوه جزورًا أشبع منها أهل البصرة‏.‏

ثم لما استعمل معاوية بن أبي سفيان زيادًا على البصرة زاد في المسجد زيادةً كثيرة وبناه بالآجر والجص وسقفه بالساج وقال‏:‏ لا ينبغي للأمام أن يتخطى الناس‏.‏

فحول دار الإمارة من الدهناء إلى قبلة المسجد‏.‏

فكان الإمام يخرج من الدار في الباب الذي في حائط القبلة‏.‏

وجعل زياد حين بنى المسجد ودار الإمارة يطوف فيهما وينظر إلى البناء ثم يقول لمن معه من وجوه أهل البصرة‏:‏ أترون خللا فيقولون‏:‏ ما نعلم بناء احكم منه‏.‏

فقال‏:‏ بلى هذه الأساطين وروى عن يونس بن حبيب النحوي قال‏:‏ لم يؤت من تلك الاساطين قط تصديع ولا عيب‏.‏

وقال حارثة بن بدر الغداني ويقال‏:‏ بل قال ذلك البعيث المجاشعى‏:‏ بنى زيادٌ لذكر الله مصنعةٌ من الحجارة لم تعمل من الطين لولا تعاور أيدي الأنس ترفعها اذًا لقلنا من أعمال الشياطين وقال الوليد بن هشام بن قحذم‏:‏ لما بنى زياد المسجد جعل لصفته المقدمة خمس سوارٍ‏.‏

وبنى منارته بالحجارة‏.‏

وهو أول من عمل المقصورة‏.‏

ونقل دار الإمارة إلى قبلة المسجد‏.‏

وكان بناؤه إياها بلبن وطين حتى بناها صالح بن عبد الرحمن السجستاني مولى بني تميم في ولايته خراج العراق لسليمان بن عبد الملك بالآجر والجص‏.‏

وزاد فيه عبيد الله بن زياد وفي مسجد الكوفة‏.‏

وقال‏:‏ دعوت الله أن يرزقني الجهاد ففعل ودعوته أن يرزقني بناء مسجدي الجماعة بالمصرين ففعل ودعوته أن يجعلني خلفًا من زياد ففعل‏.‏

وقال أبو عبيده معمر بن المثنى‏:‏ لما بنى زياد المسجد أتي بسواريه من جبل الأهواز‏.‏

وكان الذي تولى أمرها وقطعها الحجاج بن عتيك الثقفي وابنه‏.‏

فظهر له مال‏.‏

فقيل‏:‏ حبذا الإمارة ولو على الحجارة‏.‏

فذهب مثلًا‏.‏

قال‏:‏ وبعض الناس يقول إن زيادًا رأى الناس ينفضون أيديهم إذا تربت وهم في الصلاة فقال‏:‏ لا آمن أن يظن الناس على طول الأيام أن نفض الأيدي في الصلاة سنة‏.‏

فأمر بجمع الحصى وإلقائه في المسجد‏.‏

فاشتد الموكلون بذلك على الناس وتعنتوهم وأروهم حصى وإلقائه في المسجد‏.‏

فاشتد الموكلون بذلك على الناس وتعنتوهم وأروهم حصى انتقوه‏.‏

فقالوا‏:‏ ايتونا بمثله على مقاديره وألوانه وارتشوا على ذلك‏.‏

فقال القائل‏:‏ حبذا الإمارة ولو على الحجارة‏.‏

وقال أبو عبيده‏:‏ كان جانب المسجد الشمالي متزويًا لأنه كانت هناك دارٌ لنافع بن الحارث بن كلدة‏.‏

فأبى ولده بيعها‏.‏

فلما ولى معاوية عبيد الله بن زياد البصرة قال عبيد الله لأصحابه‏:‏ إذا شخص عبد الله بن نافع إلى أقصى ضيعته فأعلموني ذلك‏.‏

فشخص إلى قصره البيض الذي على البطيحة‏.‏

فأخبر عبيد الله بذلك‏.‏

فبعث الفعلة فهدموا من تلك الدار ما سوى به تربيع المسجد‏.‏

وقدم ابن نافع فضج إليه من ذلك‏.‏

فأرضاه بأن أعطاه بكل ذراعٍ خمسة أذرع‏.‏

وفتح له في الحائط خوخةً إلى المسجد‏.‏

فلم تزل الخوخة في حائطه حتى زاد المهدي أمير المؤمنين في المسجد‏.‏

فأدخلت الدار كلها فيه وأدلت فيه أيضاَ دار الامارة في خلافة الرشيد رحمه الله‏.‏

وقال أبو عبيده‏:‏ لما قدم الحجاج بن يوسف العراق أخبر أن زيادًا ابتنى دار الإمارة بالبصرة‏.‏

فأراد أن يزيل اسمه عنها فهم ببنائها بجص وآجر‏.‏

فقيل له‏:‏ إنما تزيد اسمه فيها ثباتًا وتوكدًا‏.‏

فبنيت عامة الدور حولها من طينها ولبنها وأبوابها‏.‏

فلم تكن بالبصرة دار إمارة حتى ولى سليمان بن عبد الملك‏.‏

فاستعمل صالح ابن عبد الرحمن على خراج العراق‏.‏

فحدثه صالح حديث الحجاج وما فعل في دار الإمارة‏.‏

فأمره بإعادتها‏.‏

فأعادها بالآجر والجص على اساسها ورفع سمكها‏.‏

فلما ولى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وولى عدي بن أرطاة الفزاري البصرة أراد عدي أن يبنى فوقها غرفًا‏.‏

فكتب إليه عمر‏:‏ هبلتك أمك يا بن أم عدي‏!‏ أيعجز عنك منزل وسع زيادًا وآل زياد فأمسك عدي عن إتمام تلك الغرف وتركها‏.‏

فلما ولى سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس البصرة لأبي العباس أمير المؤمنين بنى على ما كان عدي رفعه من حيطان الغرف بناءً بطين ثم تركه وتجول إلى المربد فنزله‏.‏

فلما استخلف الرشيد أدخلت الدار في قبلة المسجد فليس للأمراء بالبصرة دار إمارة‏.‏

وقال الوليد بن هشام بن قحذم‏:‏ لم يزد أحدٌ في المسجد بعد ابن زياد حتى كان المهدي‏.‏

فاشترى دار نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي ودار عبيد الله بن أبي بكرة ودار ربيعة بن كلدة الثقفي ودار عمر بن وهب الثقفي ودار أم جميل الهلالية التي كان من أمرها وأمر المغيرة بن شعبة ما كان ودورًا غيرها فزادها في المسجد أيام ولى محمد بن سليمان بن علي البصرة‏.‏

ثم أمر هارون أمير المؤمنين الرشيد عيسى بن جعفر بن المنصور أيام ولايته البصرة أن يدخل دار الإمارة في المسجد ففعل‏.‏

وقال الوليد بن هشام‏:‏ أخبرني أبي عن أبيه وكان يوسف بن عمر ولاه ديوان جند العرب قال‏:‏ نظرت في جماعة مقاتلة البصرة أيام زياد فوجدتهم ثمانين ألفًا‏.‏

ووجدت عيالهم مئة ألفٍ وعشرين ألف عيل‏.‏

ووجدت العرب مقاتلة الكوفة ستين ألفًا وعيالهم ثمانين ألفًا‏.‏

وحدثني محمد بن سعيد عن الواقدي في إسناده قال‏:‏ كان عتبة بن غزوان مع سعد بن أبي وقاص‏.‏

فكتب إليه عمر‏:‏ أن أضرب قيروانك بالكوفة‏.‏

ووجه عتبة بن غزوان إلى البصرة‏.‏

فخرج في ثماني مئة فضرب خيمة من أكسية وضرب الناس معه‏.‏

وأمده عمر بالرجال‏.‏

فلما كثروا بنى رهطٌ منهم سبع دسا كر من لبن‏.‏

منها بالخريبة اثنتان وبالزابوقة واحدة وفي بنى تميم اثنتان وفي الأزد اثنتان‏.‏

ثم إن عتبة خرج إلى الفرات بالبصرة فافتتحه‏.‏

ثم رجع إلى البصرة‏.‏

وكان سعد يكاتب عتبة فغمه ذلك‏.‏

فاستأذن عمر في الشخوص إليه‏.‏

فلحق به واستخلف المغيرة بن شعبة‏.‏

فلما قدم المدينة شكا إلى عمر تسلط سعدٍ عليه‏.‏

فقال له‏:‏ وما عليك أن تقر بالإمارة لرجل من قريشٍ له صحبةٌ وشرف فأبى الرجوع‏.‏

وأبى عمر إلا رده‏.‏

فسقط عن راحلته في الطريق فمات في سنة 16‏.‏

وكان محجر بن الأدرع اختط مسجد الصرة ولم يبنه‏.‏

فكان يصلي فيه غير مبنى‏.‏

فبناه عتبة بقصبٍ ثم بناه أبو موسى الأشعري وبنى بعده‏.‏

حدثني الحسين بن علي بن الأسود العجلي قال‏:‏ ثنا يحيى بن آدم قال‏:‏ ثنا أبو معاوية عن الشيباني عن محمد بن عبد الله الثقفي قال‏:‏ كان بالبصرة رجلٌ يكنى أبا عبد الله ويقال له نافع فكان أول مت افتلا الفلاة بالبصرة فأتى عمر فقال له‏:‏ إن بالبصرة أرضًا ليست من أرضي الخراج ولا تضر بأحدٍ من المسلمين‏.‏

فكتب له أبو موسى إلى عمر بذلك‏.‏

فكتب له عمر إليه أن يقطعه إياها‏.‏

وحدثني سعيد بن سليمان قال‏:‏ ثنا عبادة بن العوام عن عوف الأعرابي قال‏:‏ قرأت كتاب عمر إلى أبي موسى‏:‏ إن أبا عبد الله سألني أرضًا على شاطئ دجلة يفتلى فيها خيله‏.‏

فإن كانت في غير أرض الجزية ولا يجزأ إليها ماء الجزية فأعطه إياها‏.‏

وقال عباد‏:‏ بلغني أنه نافع بن الحارث بن كلدة طبيب العرب‏.‏

وقال الوليد بن هشام بن قحذم‏:‏ وجدت كتابًا عندنا فيه‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى المغيرة بن شعبة‏.‏

سلام عليك‏.‏

فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو‏.‏

أما بعد فإن أبا عبد الله ذكر أنه زرع بالبصرة في أمارة ابن غزوان وافتلى أولاد الخيل حين لم يفتلها أحد من أهل البصرة وإنه نعم ما رأى‏.‏

فأعنه على زرعه وعلى خيله‏.‏

فإني قد أذنت له أن يزرع‏.‏

وآته أرضه التي زرع إلا أن تكون أرضًا عليها الجزية من أرض الأعاجم أو يصرف إليها ماء أرضٍ عليها الجزية‏.‏

ولا تعرض له إلا بخير‏.‏

والسلام عليك ورحمة الله‏.‏

وكتب معيقيب بن أبي فاطمة في صفر سنة 17‏.‏

وقال الوليد بن هشام‏:‏ أخبرني عمي عن ابن شيرمة أنه قا‏:‏ لو وليت البصرة لقبضت أموالهم‏.‏

لأن عمر ابن الخطاب لم يقطع بها أحدًا إلا أبا بكرة ونافع بن الحارث‏.‏

ولم يقطع عثمان بالبصرة إلا عمران بن حصين وابن عامر أقطعه داره وحمران مولاه‏.‏

قال‏:‏ وقد أقطع زياد عمران قطيعة أيضًا فيما يقال‏.‏

وقال هشام بن الكلبي‏:‏ أول دار بنيت بالبصرة دار نافع ابن الحارث ثم دار معقل بن يسار المزني‏.‏

وكان عثمان بن عفان أخذ دار عثمان بن أبي العاص الثقفي وكتب أن يعطى أرضًا بالبصرة‏.‏

فأعطى أرضه المعروفة بشط عثمان بحيال الأبلة‏.‏

وكانت سبخةً فاستخرجها وعمرها‏.‏

وإلى عثمان بن أبي العاص ينسب باب عثمان بالبصرة‏.‏

قالوا‏:‏ كان حمران بن أبان للمسيب بن نجبة الفزاري‏.‏

أصابه بعين التمر فابتدعه منه عثمان بن عفان وعلمه الكتاب واتخذه كتابًا‏.‏

فوجد عليه نه كان وجهه للمسئلة عما رفع على الوليد بن عقبة بن أبي معيط فارتشى منه وكذب ما قيل فيه‏.‏

فتيقن عثمان صحة ذلك بعد‏.‏

فوجد عليه وقال‏:‏ لا بساكني أبدًا‏.‏

وخيره بلدًا يسكنه غير المدينة‏.‏

فاختار البصرة‏.‏

وسأله أن يقطعه بها دارًا وذكر ذرعًا كثيرًا‏.‏

فاستكثره عثمان وقال لابن عامر‏:‏ أعطه دارًا مثل بعض دورك‏.‏

فأقطعه داره التي بالبصرة‏.‏

قالوا‏:‏ ودار خالد بن طليق الخزاعي القاضي كانت لأبي الجراح القضي صاحب سجن ابن الزبير‏.‏

اشتراها له سلم بن زياد لأنه هرب من سجن الزبير‏.‏

قال ابن الكلبي‏:‏ سكة بنى سمرة بالبصرة كان صاحبها عتبة ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

ومسجد عاصم نسب إلى أحد بني ربيعة بن كلاب بن ربيعة ابن عامر ن صعصعة‏.‏

ودار أبي نافع بالبصرة نسبت إلى أبي نافع مولى عبد الرحمن بن أبي بسكرة‏.‏

وقال القحذمي‏:‏ كانت دار أبي يعقوب الخطابي لسحامة بن عبد الرحمن بن الأصم الغنوى مؤذن الحجاج‏.‏

هو ممن قاتل مع يزيد بن المهلب‏.‏

فقتله مسلمة بن عبد الملك يوم العقر‏.‏

وهي إلى جانب دار المغيرة ابن شعبة‏.‏

قالوا‏:‏ ودار طارق نسبت إلى طارق بن أبي بكرة‏.‏

وقبالتها خطة الحكم بن أبي العاص الثقفي‏.‏

ودار زياد بن عثمان كان عبيد الله بن زياد اشتراها لابن اشتراها لابن أخيه زياد بن عثمان‏.‏

وتليها الخطة التي منها دار بابة بنت أبي العاص‏.‏

وكانت دار سليمان بن علي لسلم بن زياد فغلب عليها بلال بن أبي بردة أيام ولايته البصرة لخالد بن عبد الله ثم جاء سليمان بن علي فنزلها‏.‏

قالوا‏:‏ وكانت دار موسى بن أبي المختار مولى ثقيف لرجل من بني دارم‏.‏

فأراد فيروز حصين ابتياعها منه بعشرة آلاف‏.‏

فقال‏:‏ ما كنت لأبيع جوارك بمئة ألف‏.‏

فأعطاه عشرة آلاف وأقر الدار في يده‏.‏

وقال أبو الحسن‏:‏ أراد الدارمى بيع داره فقال‏:‏ أبيعها بعشرة آلاف درهم خمسة آلاف ثمنها وخمسة آلاف لجوار فيروز‏.‏

فبلغ فيروز ذلك فقال‏:‏ أمسك عليك ودارك‏.‏

وأعطاه عشرة آلاف درهم‏.‏

ودار ابن تبع نسبت إلى عبد الرحمن بن تبع الحيرى‏.‏

وكان على قطائع زياد وكان دمون من أهل الطائف‏.‏

فتزوج أبو موسى ابنته فولدت له أبا بردة‏.‏

ولدمون خطة بالبصرة‏.‏

وله يقول أهل البصرة‏:‏ الرفاء والبنون وخبز وكمون في بيت الدمون‏.‏

وقال القحذمي وغيره‏:‏ كان أول حمام اتخذ بالبصرة حمام عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي وهو موضع بستان سفيان بن معاوية الذي بالخريبة وعند قصر عيسى بن جعفر‏.‏

ثم الثاني حمام فيل مولى زياد‏.‏

ثم الثالث حمام مسلم بن أبي بكرة في بلالاباذ‏.‏

وهو الذي صار لعمرو بن مسلم الباهلي‏.‏

فمكث البصرة دهرًا وليس بها إلا هذه الحمامات‏.‏

وحدثني المدائني قال‏:‏ قال أبو بكرة لابنه مسلم‏:‏ يا بني‏!‏ والله ما تلي عملًا وما أراك تقصر عن أخوتك في النفقة‏.‏

فقال‏:‏ إن كتمت علي أخبرتك‏.‏

قال‏:‏ فإني أفعل‏.‏

قال‏:‏ فإني اغتل من حمامي هذا في كل يومٍ ألف درهم وطعامًا كثيرًا‏.‏

ثم إن مسلمًا مرض فأوصى إلى أخيه عبد الرحمن بن أبي بكرة وأخبره بغلة حمامه‏.‏

فأفشى ذلك واستأذن السلطان في بناء حمام‏.‏

وكانت الحمامات لا تبتنى بالبصرة إلا بإذن الولاة‏.‏

فأذن له‏.‏

فاستأذن عبيد الله ابن أبي بكرة فأذن له واستأذن الحكم بن أبي العاص فأذن له‏.‏

واستأذن سياه الأسواري فأذن له‏.‏

واستأذن الحصين بن أبي الحر العنبري فأذن له‏.‏

واستأذنت ربطة بنت زياد فأذن لها‏.‏

واستأذنت لبابه بنت أوفى الجرش فأذن لها في حمامين‏:‏ أحدهما في أصحاب القباء والآخر في بني سعد‏.‏

واستأذن المنجاب بن راشد الضبي فإذن له‏.‏

وأفاق مسلم بن أبي بكرة من مرضه وقد فسدت عليه غلة حمامه‏.‏

فجعلن بلغن عبد الرحمن ويقول‏:‏ ماله قطع الله رحمه‏!‏‏.‏

قالوا‏:‏ وكان فيل حاجب زياد ومولاه ركب معه أبو الأسود الدائلي وأنس بن زنيم وكان على برذون هملاج وهما على فرسي سوء قطوفين‏.‏

فأدركهما الحسد‏.‏

فقال أنس‏:‏ أجز يا أبا الأسود‏.‏

قال‏:‏ هات‏.‏

فقال‏:‏ لعمر أبيك ما حمام كسرى على الثلثين من حمام فيل فقال أبو الأسود‏:‏ وقال أبو مفرغ لطلحة الطلحات وهو طلحة بن عبد الله بن خلف‏:‏ تمنيني طليحة ألف ألفٍ لقد منيتنى أملًا بعيدا فلست لماجدٍ حرٍ ولكن لسمراء التي تلد العبيدا ولو أدخلت في حمام فيلٍ وألبست المطارف والبر ودا وقال بعضهم وقد حضرته الوفاة‏:‏ يا رب قائلةٍ يومًا وقد لغبت كيف الطريق إلى حمام منجاب يعنى حمام المنجاب بن راشد الضبي‏.‏

وقال عباس مولى بني أسامة‏:‏ ذكرت البند في حمام عمروٍ فلم أبرح إلى بعد العشاء وحمار بلج نسب إلى بلج بن نشبة السعدي الذي يقول له زياد‏:‏ ومحترسٍ من مثله وهو حارس وقال هشام بن الكلبي‏:‏ قصر أوس بالبصرة نسب إلى أوس ابن ثعلبة بن رقى أحد بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة‏.‏

وهو من وجوه من كان بخرا سان‏.‏

وقد تقلد بها أمورًا جسيمة‏.‏

وهو الذي مر بتدمر فقال في صنميها‏:‏ فكائن مر من دهرٍ ودهرٍ لأهلكما وعامٍ بعد عام وقصر أنس نسب إلى أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ والذي بنى منارة بني أسيد بن سعد منهم‏.‏

والقصر الأحمر لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان وهو اليوم لآل عمر بن حفص بن قبيصة بن أبي صفرة‏.‏

وقصر المسيرين كان لعبد الرحمن بن زياد‏.‏

وكان الحجاج سير عيال من خرج مع عبد الرحمن بن الأشعث الكندي إليه فحبسهم فيه‏.‏

وهو قصرٌ في جوف قصر ويتلوه قصر عبيد الله بن زياد وإلى جانبه جوشق‏.‏

قال القحذمى‏:‏ وقصر النواهق هو قصر زياد‏.‏

سماه الشطار بذلك‏.‏

وقصر النعمان كان للنعمان بن صهبان الراسبى الذي حكم بين مضر وربيعه أيام مات يزيد بن معاوية‏.‏

قال‏:‏ وزاد عبيد الله بن زياد للنعمان بن صهبان في قصره هذا‏.‏

فقال‏:‏ بئس المال هذا يا أبا حاتم‏!‏ إن كثر الماء غرقت وإن قل عطشت‏.‏

فكان كما قال‏.‏

قل الماء فمات كل من ثم‏.‏

وقصر زربى نسب إلى زربى مولى عبد الله بن عامر‏.‏

وكان قيمًا على خيله‏.‏

فكانت الدار وقصر عطية نسب إلى عطية الأنصاري‏.‏

ومسجد بني عباد نسب إلى بني عباد بن رضاء بن شقرة بن الحارث بن تميم بن مرة‏.‏

وكانت دار عبد الله بن خازم السلمي لعمته دجاجة أم عبد الله بن عامر‏.‏

فقطعته إياها وهو عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت‏.‏

وهي دجاجة بنت أسماء‏.‏

وحدثني المدائني عن أبي بكر الذلى والعباس بن هشام عن أبيه عن عوانة قالا‏:‏ قدم الأحنف بن قيس على عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أهل البصرة‏.‏

فجعل يسألهم رجلًا رجلًا والأحنف في ناحية البيت في بت لا يتكلم‏.‏

فقال له عمر‏:‏ أما لك حاجة قال‏:‏ بلى يا أمير المؤمنين‏.‏

إن مفتاح الخير بيد الله وإن إخواننا من أهل الأمصار نزلوا منازل الأمم الخالية بين المياه العذبة والجنان الملتفة وإنا نزلنا سبخه نشاشة لا يجف نداها ولا ينبت مرعاها‏.‏

ناحيتها من قبل المشرق البحر الأجاج ومن قبل المغرب الفلاة فليس لنا زرع ولا ضرع تأتينا منافعنا وميرتنا في مثل مريء النعامة‏.‏

يخرج الرجل الضعيف فيستعذب الماء من فرسخين وتخرج المرأة لذلك فنريق ولدها كما يريق العنز يخاف بادرة العدو وأكل السبع‏.‏

فألا ترفع خسيستنا وتجبر فاقتنا نكن كقوم هلكوا‏.‏

فألحق عمر ذراري أهل البصرة في العطاء وكتب إلى أبي موسى يأمره أن يحتفر لهم نهرًا‏.‏

فحدثني جماعة من أهل العلم قالوا‏:‏ كان لدجلة العوراء - وهي دجلة البصرة - خور والخور طريق للماء لم يحفره أحد يجري فيه ماء الأمطار إليها ويتراجع ماؤها فيه عند المد ونضب في الجزر‏.‏

وكان طوله قدر فرسخ‏.‏

وكان لحده مما يلي البصرة غور وسعة تسمى في الجاهلية الإجانة وسمته العرب في الاسلام الجزارة‏.‏

وهو على مقدار ثلاثة فراسخ من البصرة بالذرع الذي يكون به نهر الأيلة كله أربعة فراسخ ومنه يبتدىء النهر الذي يعرف اليوم بنهر الإجانة‏.‏

فلما أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبا موسى الأشعري أن يحتفر لأهل البصرة نهرًا ابتدأ الحفر من الإجانة وقاده ثلاثة فراسخ حتى بلغ به البصرة‏.‏

فصار طول نهر الابلة أربعة فراسخ‏.‏

ثم إنه انطم منه ما بين البصرة وبثق الحيرى وذلك على قدر فرسخ من البصرة‏.‏

وكان زياد بن أبي سفيان واليًا على الديوان وبيت المال من قبل عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الله يومئذ على البصرة من قبل عثمان بن عفان‏.‏

فأشار على ابن عامر أن ينفذ حفر نهر الابلة من حيث انطم حتى يبلغ به البصرة‏.‏

وكان يربث ذلك ويدافع به‏.‏

فلما شخص ابن عامر إلى خرا سان واستخلف زيادًا أقر حفر أبي موسى الأشعري على حاله‏.‏

وحفر النهر من حيث انطم حتى بلغ به البصرة‏.‏

وولى ذلك عبد الرحمن بن أبي بكرة‏.‏

فلما فتح عبد الرحمن الماء جعل يركض فرسه والماء يكاد يسبقه‏.‏

وقدم ابن عامر من خرا سان فغضب على زياد وقال‏:‏ إنما أردت أن تذهب بذكر النهر دوني‏.‏

فتباعد ما بينهما حتى ماتا‏.‏

وتباعد بسببه ما بين أولادهما‏.‏

فقال يونس بن حبيب النحوي‏:‏ أنا أدركت ما بين آل زياد وآل ابن عامر متباعدًا‏.‏

وحدثني الأترم عن أبي عبيده قال‏:‏ قاد أبو موسى الأشعري نهر الأبلة من موضع الإجانة إلى البصرة‏.‏

وكان شرب الناس قبل ذلك من مكان يقال له دير قاووس فوهته في دجلة فوق الأيلة بأربعة فراسخ يجري في سباخ لا عمارة على حافاته‏.‏

وكانت الأرواح تدفنه‏.‏

قال‏:‏ ولما حفر زياد فيض البصرة بعد فراغه من إصلاح نهر الأيلة قدم ابن عامر من خرا سان فلامه وقال‏:‏ أردت أن تذهب بشهرة هذا النهر وذكره‏.‏

فتباعد ما بينهما وبين أهلهما بذلك السبب‏.‏

وقال أبو عبيده وكان احتفاره الفيض من لدن دارفيل مولى زياد وحاجبه إلى موضع الجسر‏.‏

وروى محمد بن سعد عن الواقدي وغيره أن عمر بن الخطاب أمر أبا موسى بحفر النهر الآخر وأن يجريه على يد معقل بن يسار المزني فنسب إليه‏.‏

وقال الوليد بن هشام القحذمي وعلي بن محمد أبي سيف المدائني‏:‏ كلم المنذر بن الجاورد العبدي معاوية بن أبي سفيان في حفر نهر ثار‏.‏

فكتب إلى زياد فحفر نهر معقل‏.‏

فقال قوم‏:‏ جرى على يد معقل بن يسار‏.‏

فنسب إليه‏.‏

وقال آخرون‏:‏ بل أجراه زياد على يد عبد الرحمن بن أبي بكرة أو غيره‏.‏

فلما فرغ منه وأرادوا فتحه بعث زياد معقل بن يسار ففتحه تبركًا به لأنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

فقال الناس‏:‏ نهر معقل‏.‏

فذكر القحذمي أن زيادًا أعطى رجلًا ألف درهم وقال له‏:‏ أبلغ دجلة وسل عن صاحب هذا النهر من هو فإن قال لك رجل إنه نهر زياد فأعطه الألف فبلغ دجلة ثم رجع فقال‏:‏ ما لقيت أحدًا إلا يقول نهر معقل‏.‏

فقال زياد‏:‏ ‏{‏ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء‏}‏‏.‏ قالوا ونهر دبيس نسب إلى رجل قصار يقال له دبيس كان يقصر الثياب عليه‏.‏

وبثق الحيرى نسب إلى نبطي من أهل الحيرة ويقال كان مولى لزياد‏.‏

قالوا‏:‏ وكان زياد لما بلغ بنهر معقل قبته التي يعرض فيها الجند رده إلى مستقبل الجنوب حتى أخرجه إلى أصحاب الصدقة بالجبل‏.‏

فسمي ذلك العطف نهر دبيس‏.‏

وحفر عبد الله بن عامر نهره الذي عند دارفيل‏.‏

وهو الذي يعرف بنهر الأسوارة‏.‏

ونهر عمرو نسب إلى عمرو بن عتبه بن أبي سفيان ونهر أم حبيب نسب إلى أم حبيب بنت زياد‏.‏

وكان عليه قصر كثير الأبواب فسمي الهزاردر‏.‏

وقال علي بن محمد المدائني‏:‏ تزوج شيرويه الأسواري مرجانه أم عبد الله بن زياد‏.‏

فبنى لها قصرًا فيه أبواب كثيرة فسمي هزار در‏.‏

وقال أبو الحسن‏:‏ قال قوم‏:‏ سمي هزار در لأن شيرويه اتخذ في قصره ألف باب‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ نزل ذلك الموضع ألف أسوار في ألف بيت أنزلهم كسرى فقيل هزار در‏.‏

ونسب نهر حرب إلى حرب بن سلم بن زياد‏.‏

وكان عبد الأعلى بن عبد الله بن عبد الله بن عامر ادعى أن الأرض التي كانت عليه كانت لابن عامر وخاصم فيها حربًا‏.‏

فلما توجه القضاء لعبد الأعلى أتاه حربٌ فلقال له‏:‏ خاصمتك في هذا النهر وقد ندمت على ذلك‏.‏

وأنت شيخ العشيرة وسيدها فهو لك‏.‏

فقال عبد الأعلى بن عبد الله‏:‏ بل هو لك‏.‏

فانصرف حرب فلما كان العشى جاء موالي عبد الأعلى ونصحاؤه فقالوا‏:‏ والله ما أتاك حرب حتى توجه لك القضاء عليه‏.‏

فقال‏:‏ والله لا رجعت فيما جعلت له أبدًا‏.‏

والنهر المعروف بيزيدان نسب إلى يزيد بن عمر الأسيدي صاحب شرطة عدى بن أرطاة‏.‏

وقالوا‏:‏ أقطع عبد الله بن عامر بن كريز عبد الله بن عمير بن عمرو بن مالك الليثي وهو أخوه لأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت السلمية ثمانية آلاف جريب‏.‏

فخفر لها النهر الذي يعرف بنهر ابن عمير‏.‏

قالوا‏:‏ وكان عبد الله بن عامر حفر نهر أم عبد الله دجاجة وولاه غيلان بن خرشة الضبي‏.‏

وهو النهر الذي قال حارثة بن بدر الغاني لعبد الله بن عامر وقد سايره‏:‏ لم أر أعظم بركة من هذا النهر‏.‏

يستقى منه الضعفاء من أبواب دروهم ويأتيهم منافعهم فيه إلى منازلهم وهو مغيضٌ لمياههم‏.‏

ثم إنه ساير زيادًا بعد ذلك في ولايته فقال‏:‏ ما رأيت نهرًا شرًا منه ينز منه دورهم ويبعضون له في منازلهم ويغرق فيه صبيانهم‏.‏

وروى قوم أن غيلان بن خرشة القائل‏.‏

وهذا والأول أثبت‏.‏

ونهر سلم نسب إلى سلم بن زياد بن أبي سفيان‏.‏

وكان عبد الله بن عامر حفر نهرًا تولاه نافذٌ مولاه فغل عليه فقيل نهر نافذ‏.‏

وهو لآل الفضل بن عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب‏.‏

قال أبو اليقظان‏:‏ أقطع عثمان بن عفان العباس بن ربيعة بن الحارث دارًا بالبصرة وأعطاه مئة ألف درهم‏.‏

وكان عبد الرحمن بن عباس يلقب راشض البغال لجودة ركوبه لها‏.‏

وتابعه الناس وطلحتان نهر طلحة بن أبي نافع مولى طلحة بن عبيد الله‏.‏

ونهر حميدة نسب إلى امرأة من آل عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب ابن عبد شمس يقال لها حميدة‏.‏

وهي امرأة عبد العزيز بن عبد الله بن عامر‏.‏

وخيرتان لخيرة بنت ضمرة القشيرية امرأة المهلب‏.‏

ولها مهلبان‏.‏

كان المهلب وهبه لها‏.‏

ويقال‏:‏ بل كان لها فنسب إلى المهلب‏.‏

وهي أم أبي عيينة ابنه‏.‏

وجبيران لجبير بن حية‏.‏

وخلفان قطعية بعد الله بن خلف الخزاعي أبي طلحة الطلحات‏.‏

طليقان لآل عمران بن حصين الخزاعي من ولد خالد بن طليق بن محمد ابن عمران‏.‏

وكان خالد ولي قضاء البصرة‏.‏

وقال القحذمى‏:‏ نهر مرة لابن عامر ولى حفره له مرة مولى أبي بكر الصديق فغلب على ذكره‏.‏

وقال أبو اليقظان وغيره‏:‏ نسب نهر مرة إلى مرة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وكان سريا‏.‏

سأل عائشة أم المؤمنين أن تكتب له إلى زياد وتبدأ به في عنوان كتابها‏.‏

‏.‏

فكتبت له إليه بالوصاية به وعنونته‏:‏ إلى زياد بن أبي سفيان من عائشة أم المؤمنين‏.‏

فلما رأى زياد أنها قد كاتبته ونسبته إلى أبي سفيان سر بذلك وأكرم مرة وألطفه‏.‏

وقال للناس‏:‏ هذا كتاب أم المؤمنين إلي فيه وعرضه عليهم ليقرؤا عنوانه‏.‏

ثم أقطعه مئة جريب على نهر الأبله وأمره فحفر لها نهرًا فنسب إليه‏.‏

وكان عثمان بن مرة من سراه أهل البصرة وقد خرجت القطيعة من أيدي ولده وصارت لآل الصفاق بن حجر بن بجير العقوي من الأزد‏.‏

قالوا‏:‏ ودرجاه جنك من أموال ثقيف وإنما قيل له ذلك لمنازعات كانت فيه‏.‏

وجنك بالفارسية صخب‏.‏

أنسان نسب إلى أنس بن مالك في قطيعة من زياد‏.‏

نهر بشار نسب إلى بشار بن مسلم بن عمرو الباهلي أخي قتيبة‏.‏

وكان أهدى إلى الحجاج فرسًا فسبق عليه‏.‏

فأقطعه سبع مئة جريب ويقال أربع مئة جريب‏.‏

فحفر لها النهر‏.‏

ونهر فيروز نسب إلى فيروز حصين ويقال إلى باشكار كان يقال له فيروز‏.‏

وقال القحذمى‏:‏ نسب إلى فيروز مولى ربيعة بن كلدة الثقفي‏.‏

ونهر العلاء نسب إلى العلاء بن شرك الهزلي أهدى إلى عبد الملك شيئًا أعجبه فأقطعه مئة جريب‏.‏

ونهر ذراع نسب إلى ذراع النمري من ربيعة‏.‏

وهو أبو هارون بن ذراع‏.‏

ونهر حبيب نسب إلى حبيب بن شهاب الشامي التاجر في قطيعة من زياد ويقال من عثمان‏.‏

وحدثني العقوي الدلال قال‏:‏ كانت الجزيرة بين النهرين سبخةً فأقطعها معاوية بعض بنى أخوته‏.‏

فلما قدم الفتى لنظر إليها أمر زيادٌ بالماء فأرسل فيها‏.‏

فقال الفتى‏:‏ إنما أقطعني أمير المؤمنين بطيحةً لا حاجة لي فيها‏.‏

فابتاعها زياد منه بمائتي ألف درهم وحفر أنهارها‏.‏

وأقطع منها روادان لرواد ابن أبي بكرة‏.‏

ونهر الراء صيدت فيه سمكةٌ تسمى الراء فسمى بها‏.‏

وعليه أرض حمران الذي أقطعه إياها معاوية‏.‏

ونهر مكحول نسب إلى مكحول بن عبيد الله الأحمسى وهو ابن عم شيبان صاحب مقبرة شيبان بن عبد الله الذي كان على شرطة ابن زياد‏.‏

وكان مكحول يقول الشعرفى اخيل فكانت قطيعة من عبد الملك بن مروان‏.‏

وقال القحذمي‏:‏ نهر مكحول نسب إلى مكحول بن عبد الله السعدي وقال القحذمي‏:‏ شط عثمان اشتراه عثمان بن أبي العاص الثقفي من عثمان ابن عفان بمال له بالطائف‏.‏

ويقال إنه اشتراه بدارٍ له بالمدينة فزادها عثمان بن عفان في المسجد‏.‏

وأقطع عثمان بن أبي العاص أخاه حفص بن أبي العاص حفصان‏.‏

وأقطع أبا أمية بن أبي العاص أميتان‏.‏

وأقطع أخاه المغيرة مغيرتان‏.‏

قال‏:‏ فكان نهر الأرحاء لأبي عمرو بن أبي العاص الثقفي‏.‏

وقال المدائني‏:‏ أقطع زياد في الشط الجموم وهي زيادان‏.‏

وقال لعبد الله بن عثمان‏:‏ إني لا أنفذ إلا ما عمرتم‏.‏

وكان يقطع الرجل القطيعة ويدعه سنتين فإن عمرها وإلا أخذها منه‏.‏

فكانت الجموم لأبي بكرة ثم صارت لعبد الرحمن بن أبي بكرة‏.‏

أزرقان نسب إلى الأزرق بن مسلم مولى بنى حنيفة‏.‏

ونسب محمدان إلى محمد بن علي بن عثمان الحنفي‏.‏

زيادان نسب إلى زياد مولى بنى الهيثم وهو جد مؤنس بن عمران بن جميع بن يسار وجد عيسى بن عمر النحوي وحاجب بن عمر لأمهما‏.‏

ونهر أبي الخصيب نسب إلى أبي الخصيب مرزوق مولى المنصور أمير المؤمنين‏.‏

ونهر الأمير بالبصرة حفره المنصور ثم وهبه لابنه جعفر‏.‏

فكان يقال نهر أمير المؤمنين ثم قيل نهر الأمير ثم ابتاعه الرشيد وأقطع منه وباع‏.‏

ونهر ربا للرشيد نسب إلى سورجى‏.‏

والقرش كان عبيد الله بن عبد الأعلى الكريزي وعبيد الله بن عمر ابن الحكم الثقفي والقندل خور من أخوار دجلة سده سليمان بن علي وعليه قطيعة المنذر ابن الزبير بن عوام‏.‏

وفيه نهر النعمان بن المنذر صاحب الحيرة‏.‏

أيام كسرى وكان هناك قصر للنعمان‏.‏

ونهر مقاتل نسب إلى مقاتل بن جارية بن قدامه السعدي‏.‏

وعميران نسب إلى عبد الله بن عمير الليثي‏.‏

وسيحان كان للبرامكة وهم سموه سيحان‏.‏

والجوبرة صيد فيها الجوبرة فسميت بذلك‏.‏

حصينان لحصين بن أبي الحر العنبري‏.‏

عبيدلان لعبيد بن كعب النميري‏.‏

منقذان لمنقذ بن علاج السلمي‏.‏

عبد الرحمانان كان لأبي بكرة بن زياد فاشتراه أبو عبد الرحمن مولى هشام‏.‏

ونافعان لنافع بن الحارث الثقفي‏.‏

وأسلمان لأسلم بن زرعة الكلابي‏.‏

وحمرانان لحمران بن أبان مولى عثمان‏.‏

وقتيبتان لقتيبة بن مسلم‏.‏